كيف تعرف أنك في علاقة سامة؟

 

علاقة سامة

       قد تكون العلاقات السامية، واحدة من أصعب التحديات التي يواجهها الأفراد في حياتهم الشخصية والاجتماعية، تأثيرها لا يقتصر فقط على الصحة النفسية، بل يمتد ليشمل الجوانب الجسدية والاجتماعية أيضا، إذا شعرت بأن علاقتك أصبحت عبئا أكثر من كونها مصدر دعم وسعادة، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة تقييم الأمور، في هذا المقال، سنستعرض أبرز العلامات التي تشير إلى أنك في علاقة سامة، وكيفية التعامل معها بطريقة صحية.

ما هي العلاقة السامة؟

العلاقة السامة هي أولا  تلك العلاقات التي تفتقر إلى الاحترام المتبادل بين طرفي العلاقة والدعم العاطفي، في غالب الاحيان يكون هناك اختلال في التوازن بين الطرفين، بحيث يشعر أحد طرفي العلاقة بالإهمال أو التهميش بينما يسيطر الآخر على كل تفاصيل العلاقة،  مثل هذه النوعية من العلاقات غالبا ما تسبب شعورا دائمًا بالإرهاق والإحباط، فالعلاقة الصحية يجب أن تكون، مصدر دعم وتحفيز وليس مصدر ضغط وإجهاد.

علامات العلاقة السامة

الاحساس بعدم التقدير والاحترام 

ادا وجدت نفسك في غالب الاوقات، محل سخرية أو  يقوم الاخرين بالتقليل من قيمتك، اما مباشرة أو أثناء تواجد الناس الاخرين، فهذا دليل واضح على وجود خلل خطير في العلاقة، إن التقدير والاحترام،  هما أسس أية علاقة صحية، وغيابهما ينتج عنه الشعور بالدونية وعدم الراحة.

استنزاف عاطفي مستمر

إن العلاقة السامة تقوم باستنزاف طاقتك العاطفية، إذا كنت تحس دائما بانك تمنح أكثر مما تأخذ، وأن جهودك  المضنية لا تقدر من طرف الشخص الاخر، فقد ينتج عن  شعور دائم بالإرهاق و الاحساس بالاستغلال، العلاقات الانسانية يجب أن تكون متوازنة بين الأخذ والعطاء.

تأثير سلبي على ثقتك بنفسك

مع مرور الزمن، يمكن أن تلاحظ أن ثقتك بنفسك تتراجع كنتيجة لتركيز الطرف الآخر على سلبياتك، وتجاهله لإنجازاتك، هذا الاحساس بالدونية، قد يكون مباشرة كنتيجة  لسلوكيات الشخص الآخر في العلاقة، وقد يجعل نظرتك عن ذاتك مشوهة.

إساءات جسدية أو لفظية

الإساءة، سواء كانت لفظية أو جسدية، هي علامة واضحة على أن العلاقة غير صحية. الشتائم والإيذاء الجسدي لا يمكن تبريرهما بأي حال من الأحوال، ويجب التعامل معها بجدية لحماية النفس.

طاقة سلبية مستمرة

إذا كنت تشعر بالغضب أو الحزن أو الإرهاق بمجرد وجودك مع الطرف الآخر، فهذا يعني أن العلاقة تؤثر سلبًا على حالتك النفسية. البيئة السلبية يمكن أن تؤدي إلى تدهور حالتك العاطفية والجسدية.

التحكم والسيطرة

  يسعى الشخص السام، دائما الى التحكم في قرارتك وتصرفاتك، يجعلك ذلك تشعر بأن حريتك مقيدة وغير قادر على التصرف بشكل طبيعي، هذا الشكل من السيطرة قد ينتج عنه، شعورا مستمرا بالخوف وعدم الأمان.

لوم مستمر

أنت دائم الملقى عليه اللوم في كل شيء، سواء كان ذلك بسبب مشكلات مرتبطة بالعلاقة أو أمور خارجة عن العلاقة، مما يمكن أن يؤثر بشكل خطير، على نفسيتك ويجعلك تحس بالذنب من دون سبب حقيقي، هذا النمط من السلوك، يؤكد على عدم تحمل الشخص الآخر في العلاقة للمسؤولية.

عزلك عن الآخرين

الشخص السام غالبًا ما يحاول عزلك عن أصدقائك وعائلتك، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، مما يؤدي إلى تقليص شبكة الدعم الاجتماعي التي تحتاجها. هذا العزل قد يكون وسيلة للتحكم الكامل بك.

علاقة مشروطة

في العلاقات السامة، يكون الدعم والاهتمام مشروطين دائمًا. لن تحصل على الحب أو التقدير إلا إذا قدمت شيئًا في المقابل، مما يجعل العلاقة تبدو وكأنها صفقة تجارية. الحب الحقيقي يجب أن يكون غير مشروط.

الحاجة للكذب المتكرر

إذا كنت تجد نفسك مضطرًا للكذب باستمرار لتجنب المواجهة أو لإرضاء الطرف الآخر، فهذا دليل على أن العلاقة ليست صحية وتسبب لك قلقًا دائمًا. الصدق هو أساس أي علاقة ناجحة، وغيابه يشير إلى وجود خلل.

أثار العلاقة السامة على صحتك النفسية

تترك العلاقات السامة اثار نفسية عميقة، تشمل:

- قد تصل الى الاحساس بحالة من القلق أو الاكتئاب بشكل مستمر بسبب التعرض للضغط النفسي الدائم.
- تراجع تقدير الذات، نتيجة النقد الدائم، والتركيز  فقط على الامور السلبية .
- الشعور الدائم بالوحدة نتيجة للعزلة الاجتماعية، التي يفرضها الطرف الآخر في العلاقة.
- الاحساس بالتوتر المزمن، مما يسبب مشاكل جسدية مثل الم الرأس واضطرابات في النوم وضعف المناعة.

كيف تخرج من علاقة سامة؟

الوعي بالمشكلة

أول خطوة للخروج من علاقة سامة هي إدراك أن هناك مشكلة تحتاج إلى حل. تحليل مشاعرك وسلوكيات الطرف الآخر يمكن أن يساعدك على فهم الوضع بشكل أفضل. الوعي هو البداية لأي تغيير.

وضع حدود واضحة

إذا قررت البقاء في هذه العلاقة، فمن الضروري وضع حدود واضحة وحازمة، تعكس متطلباتك وتضمن تبادل الاحترام بين الطرفين، اعلم أن الحدود الصحية في العلاقة،  تساعد على تحسين تطور العلاقة بشكل ايجابي .

طلب الدعم

لا ينبغي ان تتأخر في طلب المساعدة من الاقارب و الاصدقاء الموثوقين، كما يمكنك التوجه عند مختص نفسي ليقدم لك، الدعم والمشورة النفسية الملائمة، اعرف أن  الدعم الخارجي يمكن له، أن يساعدك على الرؤية الواضحة للأمور.

التخفيف التدريجي

ادا لم تكن قادرا على انهاء العلاقة بشكل فوري، قم بالتقليل التدرجي للتواصل مع الطرف الاخر، هذا ما يساعد على تقليل الاعتماد العاطفي على الشخص الآخ في العلاقة.

اتخاذ قرار بانهاء العلاقة

عند وجود اية محاولة للتحسن من الطرف الاخر، قد يكون انهاء العلاقة والابتعاد هو الخيار الأفضل لصحتك الجسدية والنفسية، القرار قد يكون شاقا، ولكنه ضروري للحفاظ على سلامتك النفسية.

التركيز على نفسك

بعد انهاء العلاقة مع الطرف الاخر، يجب  التركيز على تطوير نفسك واستعادة ثقتك بذاتك، اهتم بالدرجة الاولى بصحتك النفسية والجسدية، وجد وقتا للأنشطة التي تجعلك أكثر سعادة و راحة.

نصائح للتعامل مع العلاقات المستقبلية

 حاول أن تعلم من التجارب السابقة واستخلاص الحكم منها، من اجل تجنب الوقوع في نفس النمط من الاشخاص في المستقبل، وابحث باستمرار عن الاحترام، في أي علاقة جديدة، من اجل ضمان وجود دعم عاطفي يحسن استقرار هذه العلاقة، قم بوضع حدود واضحة منذ البداية؛ فهذا يساعد  بشكل كبير على بناء علاقة مستقرة وصحية، كذلك، استمع إلى مشاعرك بشكل جيد، وإذا أحسست بعدم الراحة أو السعادة في أي علاقة، فلا تحاول تجاهل هذا الاحساس، لأنه مؤشر مهم على صحة العلاقة.

    العلاقة الصحية يجب أن تكون مصدر دعم وسعادة لا عبئًا وضغطًا نفسيًا. إذا شعرت بأن علاقتك أصبحت مصدر ألم وإحباط، فلا تتردد في إعادة تقييم الوضع واتخاذ الخطوات اللازمة لحماية نفسك. صحتك النفسية والجسدية تستحق الاهتمام دائمًا، وتذكر أنك تستحق أن تكون في علاقة مبنية على الاحترام والحب المتبادل. الحياة قصيرة جدًا لتُهدَر في علاقات تستنزفك بدلاً من أن تُسعدك.

تعليقات