لأنك تستحق أن تشفى: العلاج النفسي لاضطراب ما بعد الصدمة

 

علاج اضطراب ما بعد الصدمة

حينما تبقى الذاكرة يقظة

    هناك جروح لا ترى بالعين، لكنها تنزف لسنين بصمت، أصوات من الماضي السحيق، مشاهد تأبى أن تفارق الذاكرة، ونبض القلب يتسارع كلما اقترب شيء يشبه ما مضى، هذا ما يطلق عليه اضطراب ما بعد الصدمة، تلك الحالة النفسية العميقة، التي يمكن أن تغير حياة الإنسان بشكل كامل،  بدون أن تترك أثرا على جسده، بل على روحه فقط.

هل يمكن الشفاء؟  

    قد تحسن بمشاعر، أن لا أحد يفهمك، أن الحياة تمضي قدما وأنت عالق هناك، في تلك  اللحظة التي تغير فيها كل شيء ي حيات، لكن اعلم  دائما أن هناك يدا تمتد إليك، وعلما كاملا وقلوبا صادقة مكرسة لمحاولة مساعدتك دائما على العودة من هناك.

التشخيص هو الخطوة الأولى نحو الأمل

   

علاج اضطراب ما بعد الصدمة

 عندما تعزم على الذهاب  إلى الطبيب أو الأخصائي النفسي، فإنه لا يرى فقط أعراض مرضك، بل يسمع جل الألم الذي بين كلماتك. يبدأ بإجراء فحص شامل، يسأل عن الاعراض التي تعاني منها باستمرار، عن نوع التجربة التي قلبت حياتك، وقد يتطلب منه الامر أن يطلب منك ملء استمارات تعكس حالتك.

    يتم بالفعل تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة، لما تكون التجربة التي عشتها أو شاهدتها أو سمعت بها، قد انطوت بدون شك على تهديد حقيقي بالموت أو الأذى، وقد استمرت أعراضها لأكثر من شهر، مما اثر في نومك، وعلاقاتك مع الاخرين، وكذلك في عملك.

العلاج النفسي 

    العلاج لا يتم فقط بالأدوية، بل بالكلام عن طريق المقابلة والفضفضة، لاخراج ما يثقلك من الداخل، وهناك عدة أنواع من العلاج النفسي التي يمكن أن تلعب دورا مهما لتغير حياتك:

العلاج بالتعرض التدريجي:  تواجه فيه مخاوفك ولكن في بيئة آمنة، تدريجيا، حتى تتمكن من مواجهة الخوف ويفقد سلطته عليك.

العلاج المعرفي: يعمل على كسر الأفكار السلبية، على سبيل المثال الاقتناع بكونك ضعيف، أو ان ماحدث لك سيتكرر. 

جلسات فردية أو جماعية: يمكن اختيار ما يناسبك، فكل له طريقته في التعبير وذلك من أجل تحقيق الراحة.

الأدوية تساعد لما تصبح الكلمة وحدها لا تكفي

علاج اضطراب ما بعد الصدمة

 في بعض الحالات قد تكون الأعراض أقوى من قدرة الجسد على الاحتمال، وهنا تتدخل الأدوية من أجل القيام بدورها، وخاصة مضادات الاكتئاب، وفي بعض الاحيان أدوية للقلق أو أدوية لاضطرابات النوم، هذه الأدوية ليست دليل ضعف، بل هي طريقة فعالة لمساعدتك على استعادة توازنك.

    حاول أن تحدث مع طبيبك بصدق، إذا ما شعرت أن الدواء لا يناسبك، أو سبب لك أعراضا جانبية، اتصل على الفور بطبيبك، لأن الطريق الى الشفاء لا يأتي من الصبر فقط، بل من التواصل الفعال والثقة.

الانخراط في العلاج: دورك في التعافي لا يقل أهمية

- التزم بخطة العلاج، حتى ولو أحسست في أيام معينة بالإنهاك.

اعتنِ بنفسك: حاول أن تنم جيدا، تناول باستمرار طعاما صحيا، واضب على المشي ولو قليلا، لأن هذه التفاصيل الصغيرة تصنع دائما فرقا كبيرا.
توقف عن جلد ذاتك: إن ما مررت به ليس خطأك، بل إن ما تشعر به هو شعور طبيعي.
اطلب الدعم: لا تخجل من طلب الدعم والمساعدة من الآخرين، لأن حتى الشجر القوي يحتاج دائما  إلى جذور ثابتة.

حين تكون مع قريب يعاني الحبيب 

     إن كان شخص ممن تحب يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، فقد يبدو لك وللاخرين غريبا، وبعيدا، ومنغلقا على ذاته، حاول أن لا تأخذ الأمر على محمل شخصي، هو لا يقسد أن يبتعد عنك، بل يحاول فقط الهروب من داخله، لا تضغط علي،  كن حاضرا فقط، كن تلك اليدا الدافئة حين تبرد روحه.

خاتمة: إلى من يشعر أنه تائه

    اعلم على أنك لست وحدك، قد تكون التجربة التي مررت بها قاسية جدا، وربما لا يمكن أن يصدقها من حولك، لكن هناك دائما من يفهم ما وقع، ستجد دائما، يد المساعدة دون حكم، فقط بإحساس صادق.اطلب المساعدة مند البداية، لا تنتظر حتى تغرق تماما كي تبدأ رحلة التعافي، كل لحظة تقرر فيها أن تعتني بنفسك، هي خطوة كبيرة نحو الحياة من جديد.

المــــــراجـع:

تعليقات