التنمر الإلكتروني: عندما تتحول التكنولوجيا إلى أداة أذى

 

التنمر الالكتروني

ما هو التنمر الإلكتروني؟

التنمر الإلكتروني هو استخدام الإنترنت أو الأجهزة الذكية لإيذاء الآخرين نفسيا، سواء من خلال التهديد أو الإهانة أو السخرية أو حتى نشر معلومات خاصة وصور وفيديوهات بهدف الإحراج أو الإيذاء.
قد يكون في شكل رسائل عدوانية، منشورات مسيئة، تعليقات جارحة، أو حتى حسابات وهمية هدفها التشويه.

ويشمل أيضا الصور أو المنشورات المؤذية التي تظل على الإنترنت رغم طلب الضحية حذفها. ببساطة، هو أي محتوى إلكتروني ينشر بغرض الأذية أو الإزعاج أو الإحراج.

في بعض الحالات، قد تتضمن هذه الأفعال تعليقات تتعلق بجنس الضحية، ديانته، ميوله، لونه، أو شكله الجسدي، مما يُعد تمييزا عنصريًا أو تحرشا، وهو ما يعاقب عليه القانون في العديد من الدول.

لماذا يُعتبر التنمر الإلكتروني خطيرًا؟

ما يجعل التنمر الإلكتروني أكثر قسوة هو أنه غالبًا ما يتم دون أن تعرف الضحية من المتسبب فيه. الرسائل تُرسل في الخفاء، والمنشورات تنتشر بسرعة، والضحية تجهل من شاهدها أو كم عددهم.
كل مرة يفتح فيها الطفل أو المراهق هاتفه، قد يتلقى جرحًا جديدًا دون إنذار. والأسوأ؟ أن المتنمر لا يضطر حتى إلى مواجهة ضحيته وجهًا لوجه.

ما هي آثار التنمر الإلكتروني على النفس؟

أثار التنمر الالكتروني

التنمر الإلكتروني لا يترك كدمات ظاهرة، لكنه يترك ندوبًا عميقة في النفس. من بين آثاره:

  • القلق المستمر والشعور بالخوف
  • اضطرابات في النوم والشهية
  • انخفاض في الطاقة والمزاج
  • صعوبة في التركيز الدراسي
  • الشعور بالحزن أو الاكتئاب

وإذا كانت الضحية تعاني مسبقًا من مشاكل نفسية كالاكتئاب أو القلق، فإن التنمر يزيد الأمور سوءًا.

ليس هذا فقط، بل قد يتعرض المتنمر نفسه لعواقب قانونية أو تأديبية من المدرسة أو الجهات الرسمية، خصوصًا إذا خالف القوانين المتعلقة بالتمييز أو التحرش.

لماذا يقوم البعض بالتنمر الإلكتروني؟

قد يكون السبب هو الرغبة في السيطرة، أو التسلية، أو تفريغ غضبهم. وأحيانًا، يحدث التنمر عن غير قصد بسبب سوء فهم، إذ يصعب أحيانًا تمييز الجد من المزاح في المحادثات النصية.

لكن، في أغلب الأحيان، المتنمر يعلم تمامًا أنه تجاوز الحدود، فالتنمر ليس تعليقًا عابرًا بل إصرار متكرر على الأذية.

ماذا أفعل إذا كنت ضحية للتنمر الإلكتروني؟

 لا تسكت!

أهم خطوة هي أن تتحدث مع شخص تثق به: أحد والديك، معلمك، أو مرشدك المدرسي. قد يكون الأمر محرجًا، وقد تشك في هوية المتنمر، لكن السكوت لا يحل المشكلة، بل يُعطي المتنمر قوة أكبر.

 أخبر والديك دون خوف

إذا كنت تخشى أن يفقدك والداك هاتفك أو حاسوبك كطريقة لحمايتك، أخبرهم بمخاوفك. شاركهم في الحل، ولا تدع الخوف من العقوبة يمنعك من طلب المساعدة.

 تجاهل المتنمر

أحيانًا، أفضل رد هو عدم الرد. لا تمنحه القوة التي يبحث عنها برد فعلك. تجاهله، أغلق الهاتف لفترة، أو مارس هواية تُشغلك عنه.

 احتفظ بالأدلة

قم بتصوير الرسائل أو المنشورات المؤذية. هذه الأدلة قد تكون مفيدة في حال قررت الإبلاغ أو طلب المساعدة.

 أبلغ عن المحتوى

تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي تتعامل بجدية مع البلاغات. أبلغ عن الإساءة، وقد يتم إغلاق حساب المتنمر أو منعه من التواصل مجددًا.

احظر المتنمر

معظم الأجهزة والتطبيقات توفر خاصية الحظر الإلكتروني. لا تتردد في استخدامها، واطلب المساعدة من شخص خبير إذا لم تعرف كيف.

كيف أكون آمنًا على الإنترنت؟

كيف تتعامل مع التنمر الالكتروني
  • لا تشارك كلمات السر الخاصة بك إلا مع والديك
  • غيّر كلمات المرور باستمرار
  • لا تنشر صورًا أو معلومات لا ترغب أن يراها الجميع
  • فكّر مليًا قبل التفاعل مع أي محتوى سلبي

ماذا لو كان صديقي هو المتنمر؟

إذا لاحظت أن أحد أصدقائك يُسيء للآخرين عبر الإنترنت، لا تتجاهل ذلك. تحدث معه بلطف، ووضح له أن ما يفعله مؤذٍ وخطير.

قل له إن للتنمر عواقب لا تمس الضحية فقط، بل تمتد إليه وإلى من يشاهد ويسكت.

خلاصة

التنمر الإلكتروني ليس مجرد كلمات على شاشة، بل جروح نفسية قد تترك أثرًا طويل الأمد. لا تسكت، لا ترد، واطلب المساعدة. التكنولوجيا صممت لتقربنا، لا لتكسرنا.

المراجــــــــــــــــــــع: 

مقال عميق يسلط الضوء على طرق حماية الأطفال والمراهقين من التنمر الإلكتروني، مع نصائح عملية للآباء والمربين.
دليل شامل من الحكومة الأمريكية يشرح أنواع التنمر الإلكتروني وأضراره وطرق الإبلاغ عنه قانونيًا.
مكتوب بلغة موجهة للمراهقين، يشرح كيف يشعر الضحية، ويعطي نصائح لطيفة للتعامل مع الألم والضغط الناتج عن التنمر.
مصدر علمي يحتوي على دراسات وأبحاث محدثة حول الموضوع، يُبرز الجوانب النفسية والاجتماعية.
مقال عاطفي مليء بالتفهم، يوجّه الأهل خطوة بخطوة لحماية أطفالهم من هذا النوع المؤذي من الإساءة.








تعليقات