كثيرًا ما يعيش الأشخاص الذين يعانون من القلق في دوامة من الخوف: هل ما أشعر به هو مجرد توتر نفسي؟ أم أن وراءه مرض عصبي خطير لم يُكتشف بعد؟ هذا النوع من القلق، المعروف باسم القلق بسبب أمراض العصبية، يجعل الشخص مقتنعًا بأنه يعاني من مشكلة في الدماغ أو الأعصاب، رغم أن الفحوصات غالبًا ما تكون سليمة.
لماذا لا ينتهي هذا الخوف؟
يستمر هذا النوع من القلق لسببين رئيسيين:
- القلق نفسه يغذي الأفكار المخيفة، والأفكار المخيفة تزيد من القلق.
- أعراض القلق الجسدية تشبه إلى حد كبير أعراض أمراض العصبية الحقيقية، مما يصعب على الشخص التمييز بينها.
كيف يؤثر القلق على ظهور أعراض تشبه أمراض العصبية؟
كلما زاد القلق، زادت حدة الأعراض التي قد تحاكي أمراضًا مثل التصلب المتعدد أو أورام الدماغ. في الواقع، يتشابه القلق مع أمراض العصبية لدرجة أن الأطباء يجرون فحوصات مكثفة لاستبعاد أي حالة خطيرة قبل تشخيص القلق.
أبرز الأعراض التي يسببها القلق وتشبه أمراض العصبية:
رغم أن القلق لا يُسبب تلفًا فعليًا في الأعصاب، إلا أنه يؤثر على كيمياء الدماغ ويُنتج أعراضًا مثل:
- تنميل في اليدين أو القدمين.
- آلام عصبية بدون سبب عضوي.
- دوخة وشعور بعدم التوازن.
- صداع متكرر وحساسية للضوء.
- إرهاق وضعف في الذاكرة والتركيز.
- في الحالات الشديدة، قد يشعر الشخص بانفصال عن الواقع.
كيف نفرق بين القلق وأمراض العصبية الحقيقية؟
الصعوبة تكمن في التشابه الكبير بينهما. الفارق الأساسي أن أعراض القلق غالبًا ما تكون مؤقتة وتزداد مع التوتر، بينما أعراض أمراض العصبية الحقيقية تكون أكثر ثباتًا وتقدمًا. لكن لا يمكن الاعتماد على التخمين – الفحص الطبي هو الحل الوحيد للتأكد.
لماذا يجب التعامل مع القلق حتى لو لم يكن هناك مرض عصبي؟
حتى لو كانت الفحوصات سليمة، فإن القلق سيستمر في إنتاج أعراض مزعجة ما لم يُعالج. وإذا كان هناك مرض عصبي حقيقي، فإن القلق قد يعيق عملية العلاج ويؤثر سلبًا على جودة الحياة. لذلك، السيطرة على القلق ضرورة في كل الأحوال.
الخلاصة:
لا تستهن بتأثير القلق على جسدك وحياتك. إذا كنت تشك في أعراض أمراض العصبية، ابدأ باستشارة طبيب لإجراء الفحوصات اللازمة. وإذا كانت النتائج سليمة، فلا تهمل جانب صحتك النفسية – فـالقلق نفسه يحتاج إلى علاج حتى لو لم يكن مرضًا عضويًا.