عندما تصبح العزلة سجنا : الانسحاب الاجتماعي والاكتئاب

    الكثير من المصابين بالاكتئاب يواجه مشكلة كبيرة، تتمثل في الصراع الداخلي لديه بين الرغبة في التواصل مع الأشخاص الاخرين و بين انعدام الطاقة والدافع للاختلاط مع الاخرين، هذا الذي يجعلهم يحسون دون شك بوحدة قاسية، رغم تواجدهم وسط الأهل والأصدقاء، مما يجعل كان نافذة التواصل بينهم و بين الاخرين قد تم إغلاقها الى الأبد.

كيف يتمكن الاكتئاب من إضعاف علاقاتك الاجتماعية؟

     الاكتئاب لا يقتصر تأثيره على حالتك المزاجية فقط، بل إنه يمتد ليضر بعلاقاتك الشخصية مع افراد العائلة و الأصدقاء وزملاء العمل. غالبا ما قد يتجنب الشخص المصاب المناسبات الاجتماعية سواء افراح أو مناسبات اجتماعية، أو قد يتوقف بشكل نهائي عن الإجابة على رسائل الاهل والأصدقاء، مما  يفسر من طرف البعض على أنه عدم  قلة الاحترام أو عدم  اهتمام.

   بمرور الزمن، قد يحس الأقارب والأصدقاء وحتى المعارف بالتهميش أو الإحباط، بينما المريض يزداد انطواء، مما يؤدي الى ازدياد الفجوة بينه وبين محيطه، يجب  أن ندرك أن هذه السلوكيات ليست اختيارية بل هي تصرفات قهرية، و بلا شك أعراض حقيقية لمرض نفسي، يعمل على شل طاقة الإنسان.

الأسباب الحقيقة وراء العزلة الاجتماعية

انعزال مؤلم يخفي خلفه صراعا صامتا مع الاكتئاب

   هناك العديد من العوامل التي تدفع المصاب الاكتئاب للانعزال:

- التظاهر بالإرهاق: محاولة إظهار أن كل شيء على ما يرام حتى  تستنزف طاقته.
- الشعور بعدم القيمة: يخاف أن يصبح عبئا على الآخرين.
- صعوبة التواصل: لأن حتى المحادثات البسيطة و العادية قد تصبح شاقة.

  بين الاكتئاب والعزلة الحلقة المفرغة 

    المشكلة تبدأ لدى المريض  بانخفاض طاقته، ان ذاك يبتعد الشخص بالتدريج،  ثم تضاعف العزلة من أحساس الوحدة لديه، مما يزيد الاكتئاب سوءا، مما يجعله يدخل دائرة خطيرة، تجعل الشخص يحس أنه محاصر داخل نفق مظلم.

كيف نتعامل مع شخص عزيز مصاب بالاكتئاب؟

نظرة شاردة تختصر حكاية الانسحاب الاجتماعي ووحدة القلب

      إن دعم شخص يعاني من اضطراب  الاكتئاب، يحتاج إلى صبر وفهم:

- يجب أن تعرف أكثر على طبيعة هذا الاضطراب النفسي أي الاكتئاب.
- حاول ان تكون حاضرا دون ضغوط، فأحيانا مجرد وجودك يساعد.
- قم بمساعدته في المهام اليومية، التي أصبحت ثقيلة عليه.
- قم بتشجعه بلطف، على طلب المساعدة الطبية.
- تحل  دائما بالصبر، فالتعافي من الاكتئاب يحتاج وقتا.
- اهتم بصحتك النفسية أنت أيضا.
- حاول أن تحتفل معه بأصغر الإنجازات.

في النهاية

   الانسحاب الاجتماعي، من طرف  المصاب بالاكتئاب ليس ضعفا، بل هو فقط استجابة لمعاناة نفسية عميقة. عن طريق الدعم الصادق والفهم الحقيقي، يمكننا دائما كسر هذه الدائرة، ومساعدته أحبائنا على العودة تدريجيا إلى الحياة الطبيعية.

المــــــراجـــــــع: