يعد اضطراب الأوهام من أخطر الاضطرابات النفسية، يفقد معه المصاب بهذا الاضطراب القدرة على التمييز بين الواقع والخيال، ويبرز هذا الاضطراب من خلال معتقدات خاطئة وثابتة لا تستند إلى منطق أو أدلة واقعية. ومن أبرز أنواع هذه الأوهام: جنون العظمة وأوهام الاضطهاد.
ما هو جنون العظمة؟
جنون العظمة هو اعتقاد أحد الاشخاص بشكل غير منطقي بأنه يمتلك مكانة عظيمة، أو يتوفر على قوى خارقة، أو ثروة طائلة، أو ذكاء تادر يفوق الواقع بكثير، على سبيل المثال: قد يعتقد المصاب مثلا أنه مليونير، أو أنه اكتشف علاجا لمرض عضال، أو أنه ينتمي على عائلة من المشاهير.
أمثلة على جنون العظمة:
- الادعاء بامتلاك ثروة خيالية.
- الزعم باكتشاف علمي غير مسبوق.
- الزعم بعلاقة خاصة مع الله أو الكائنات السماوية.
ما هي أوهام الاضطهاد؟
أوهام الاضطهاد تتجسد في شعور المصاب به الدائم، بأن الناس الآخرين يتآمرون ضده، أو يحاولون إيذاءه، أو مراقبته. وقد تشمل هذه الأوهام:
- الشك الكبير في الجيران أو الزملاء.
- الخوف الدائم من أن الاجهزة الامنية تتجسس عليه.
- الايمان بوجود قوى خارقة تهدده.
الأعراض الشائعة لاضطراب الأوهام
بعض الأشخاص قد يبالغون في تقدير أنفسهم، إلا أن من يعاني من اضطراب جنون العظمة، يكون مقتنعا بشكل قاطع بأن معتقداته صحيحة، بحيث لا يمكن النقاش معه.
من الأعراض:
- تقلبات مزاجية: الغضب، الاكتئاب، العصبية.
- الهلوسات: رؤية أو سماع أشياء غير موجودة، في أغلب الاحيان متصلة بالأوهام.
- السلوك يكون طبيعي في أغلب الأحيان، باستثناء الوهم نفسه.
أسباب اضطراب الأوهام
لا يوجد سبب مباشر وواضح لهذا الاضطراب، ولكن يعتقد أن هناك عوامل عدة، تلعب دورا فيه، منها:
- الوراثة: التوفر على تاريخ عائلي من الأمراض النفسية.
- وجود خلل كيميائي في الدماغ.
- التعرض لضغوط نفسية مستمرة.
- تعاطي المخدرات أو تناول بعض الأدوية.
- العزلة الاجتماعية أو ضعف العلاقات الشخصية.
يمكن أن ترتبط الأوهام باضطرابات نفسية أخرى مثل:
- الفصام (الشيزوفرينيا)
- الوسواس القهري
- الاضطراب ثنائي القطب
تشخيص اضطراب الأوهام
لا توجد حاليا اختبارات مخبرية مؤكدة لتشخيص اضطراب الأوهام. بل يعتمد الطبيب على:
- التاريخ النفسي للمريض.
- ملاحظة سلوك المريض ومدى تمسكه بأوهامه.
- استبعاد أي مرض عضوي.
معايير التشخيص تشمل:
- استمرار الوهم لفترة تتجاوز شهر.
- غياب تصرفات غريبة واضحة خارج نطاق الوهم.
- لا وجود لأي أعراض للفصام حادة.
- عدم تأثر الأعراض بتعاطي المخدرات أو أمراض أخرى.
علاج اضطراب الأوهام
في أحيان كثيرة يرفض المصابون الاعتراف بمرضهم، مما يصعب عليهم الشروع في العلاج، لكن العلاج ضروري جدا لتحقيق الاستقرار والتحسن.
خيارات العلاج:
- العلاج الدوائي : يوصف للمريض مضادات الذهان، مثل أولانزابين، كلوزابين، ريسبيريدون، كويتيابين.
- العلاج الإجباري: تختلف قوانينه حسب الدولة، يستعمل في الحالات التي تشكل خطرا على المريض أو على الآخرين.
- العلاج النفسي السلوكي المعرفي: يساعد في تعديل الأفكار غير المنطقية والتصرفات المرتبطة بها.
التعايش مع اضطراب الأوهام
الاستمرار في العلاج والمتابعة النفسية يزيد من فرص السيطرة على الأعراض. وتشمل النصائح:
- العمل على الالتزام بالأدوية.
- العناية بالصحة الجسدية والنوم المنتظم.
- محاولة المشاركة الدائمة في مجموعات دعم نفسي.
- كتابة الأفكار والمواقف المثيرة للقلق.
دعم الأسرة والأصدقاء
من الأفضل يتلقى المريض دعما نفسيا واجتماعيا من محيطه، ويمكن للأسرة أن تساعد من خلال:
- مرافقة المريض في مواعيد العلاج.
- محاولة الاستماع دون إصدار أحكام.
- عدم إجباره على تغيير قناعاته بالعنف.
- الحصول على دعم نفسي من الأسرة نفسها.
- إعداد خطة للطوارئ عند تفاقم الحالة.
خلاصة
اضطراب الأوهام اضطراب نفسي نادر ولكنه مؤثر ويجعل صاحبه، غير قادر على التمييز بين الحقيقة والخيال، يمكن للتشخيص والعلاج المبكرين، أن يساعدا في التخفيف من الأعراض، ويحسن نوعية الحياة، إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك يعاني من أعراض هذا الاضطراب، لا تتردد أبدا في طلب المساعدة الطبية المختصة.