بصوت هادئ وحنون.. دعونا نتحدث عن شيء يؤلم كل أم وأب يدركونه متأخراً: تأثير صراخنا على قلوب أطفالنا الصغيرة.
في لحظة غضب.. قد نرفع أصواتنا دون أن ندري أننا ننحت جراحاً عميقة في نفوس من نحبهم أكثر من حياتنا. نعم، الصراخ هو أذى.. أذى عاطفي يظل محفوراً في ذاكرة الطفل وشخصيته.
ماذا يحدث داخل طفلك عندما تصرخ عليه؟
ستلاحظ في عينيه الخوف بدلاً من البراءة.. سيبدأ في الانطواء أو يُظهر عدوانية غريبة أو يبحث عن الأمان خارج البيت. الدراسات تؤكد أن الأطفال الذين يعيشون في بيئة صاخبة، إما أن يصبحوا نسخة من هذا الصراخ، أو يهربون منه إلى الوحدة.
لكن الألم لا يتوقف عند اليوم أو السنة..
هذه الآثار قد تمتد معهم طوال الحياة:
- نظرة مهزوزة للذات
- شعور دائم بالقلق
- ميول للاكتئاب
- وحتى آلام جسدية مزمنة كما تظهر الأبحاث
لماذا نكرر هذا النموذج المؤذي؟
لأننا ننسى أن أعينهم تراقبنا.. وانه يتعلم منا كيف سيكون في المستقبل . عندما نصرخ، نعلمهم أن الصراخ هو لغة الحب.. لكن عندما نتحلى بالهدوء، نمنحهم أعظم هدية: التعامل بلطف.
لا نطلب منكم الكمال.. فكلنا بشر ونخطئ
لكن يمكننا دائماً أن نبدأ من جديد:
• خذوا نفساً عميقاً وامنحوا أنفسكم دقيقة للهدوء
• اعتذروا لأطفالكم.. فالاعتذار لا ينقص من قدركم بل يرفعكم
• علموهم الكلمات بدل الصراخ: "أنا غاضب الآن" بدل الصوت العالي
• انزلوا إلى مستوى أعينهم.. لتكون المحبة في مستوى نظرهم
• تذكروا:هم أطفال يتعلمون.. فامنحوهم مساحة للخطأ والتعلم
إذا وجدتم أنفسكم عاجزين عن التوقف..
لا تترددوا في طلب المساعدة. العلاج النفسي خاصة عبر الإنترنت أصبح متاحاً وسهل الوصول.
خلاصة القلوب:
أطفالنا لا يحتاجون إلى أصوات عالية كي يسمعونا.. بل يحتاجون إلى قلوب هادئة تفهمهم. لنكن ملاذهم الآمن.. لا مصدر خوفهم. لأن الذكريات الجميلة التي نصنعها لهم اليوم.. ستكون سندهم طوال حياتهم.