الإرهاق العاطفي: عندما تشعر أن العالم يثقل كاهلك من الداخل

 

الارهاق العاطفي

في خضم وتيرة الحياة السريعة والأخبار المتلاحقة التي لا تتوقف، سواء على شاشات التلفاز أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل أن تتراكم علينا الضغوط. ونظرا لما نعيشه من تحديات اجتماعية واقتصادية عالمية، قد نجد أنفسنا نواجه ضغوطًا شخصية كبيرة: وظيفة متعبة، هموم مادية، رعاية أحد أفراد الأسرة، مسؤوليات تربية الأطفال، أو حتى التعامل مع فقدان عزيز أو مرض مزمن.

كل هذه العوامل قد تتحد معًا لتخلق لدينا شعورًا مستمرًا بالإجهاد، لدرجة أننا قد نتساءل: "إلى متى يمكنني التحمل؟". وقد يصاحب هذا الشعور انزعاج دائم، صعوبة في التركيز، وفقدان الرغبة في القيام بأي شيء دون سبب واضح. تشعر أنك عالق... لقد دخلت في دائرة الإرهاق العاطفي

ما هو الإرهاق العاطفي؟

الإرهاق العاطفي هو حالة من الإجهاد العميق والنفسي والجسدي التي تنتج عن التعرض لضغوط مستمرة دون الحصول على فرصة كافية للراحة والتعافي. لا يأتي فجأة، بل يتراكم شيئًا فشيئًا حتى يصبح جزءًا من يومك، يصعب تجاهله.

ويظهر الإرهاق العاطفي تأثيره على ثلاثة مستويات: المشاعر، الجسد، والأداء اليومي.

أعراض الإرهاق العاطفي

أعراض الارهاق العاطفي

الأعراض الانفعالية:

- قلق لا ينتهي.
- فقدان الشغف والاهتمام.
- شعور عميق بالحزن أو الاكتئاب.
- يأس وعجز تجاه المواقف.
- توتر وعصبية زائدة.
- صعوبة في التركيز وكثرة النسيان.
- فقدان الدافع والحافز.
- نظرة سلبية للأمور.
- البكاء دون سبب واضح.

 الأعراض الجسدية:

- إرهاق دائم حتى بعد النوم.
- صداع متكرر.
- فقدان الشهية أو زيادة غير طبيعية.
- آلام في المعدة أو اضطرابات هضمية.
- أرق أو نوم متقطع.
- آلام في العضلات وتوتر جسدي.

أعراض تتعلق بأدائك اليومي:

- صعوبة في إتمام المهام البسيطة.
- تأخر أو تغيب عن العمل.
- انعزال وتجنب للتواصل الاجتماعي.
- تراجع في الأداء الوظيفي.
- إنتاجية أقل وبطء في إنجاز الأعمال.

كيف يمكنك التعافي من الإرهاق العاطفي؟

التعافي من الارهاق العاطفي

للتعامل مع الإرهاق العاطفي، ابدأ بتحديد مصادر التوتر وحاول تقليلها. وإذا كانت خارجة عن سيطرتك، ركز على اللحظة الحالية. عندما تتعود على ملاحظة اللحظات الهادئة أو الإيجابية في يومك، يبدأ عقلك في تهدئة ردود الفعل المرتبطة بالتوتر، مما يقلل من إفراز هرمونات القلق ويساعدك على استعادة توازنك.

استراتيجيات عملية لتخفيف الإرهاق العاطفي:

- الاهتمام بتغذية متوازنة وصحية.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- النوم لساعات كافية.
- مواجهة الأفكار السلبية واستبدالها بأخرى واقعية.
- ممارسة تمارين اليقظة الذهنية.
- اللجوء إلى استشارة نفسية لفهم حالتك ووضع خطة مناسبة للتعافي.

خاتمة: لا تهمل نفسك

إذا كنت تشعر أنك لم تعد تطيق المواصلة، وأن هناك ثقلًا غير مبرر يمنعك من ممارسة حياتك بشكل طبيعي، فقد يكون الإرهاق العاطفي هو السبب. لا تتردد في طلب المساعدة، فصحتك النفسية هي أساس كل شيء. أنت لست وحدك، والاعتراف بالتعب هو أول خطوات التعافي.

تعليقات